قال تعالى: خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب.. ما هما الصلب والترائب
مُهَفهَفَةٌ بَيضاءُ غَيرُ مُفاضَةٍ تَرائِبُها مَصقولَةٌ كَالسَجَنجَلِ " انتهى.
أضواء البيان (3/194).
" لا خلاف أن المراد بالصلب صلب الرجل. واختلف في الترائب:
وقيل: المراد ترائب المرأة.
والأول أظهر:
2- وأيضا فإنه سبحانه أخبر أنه خلقه من نطفة في غير موضع، والنطفة هي ماء الرجل. كذلك قال أهل اللغة: قال الجوهري: " والنطفة الماء الصافي قل أو كثر، والنطفة ماء الرجل، والجمع نطف ".
"إعلام الموقعين" (1/145-146).
ونقل القرطبي عن الحسن البصري رحمه الله أن: " المعنى: يخرج من صلب الرجل وترائب الرجل، ومن صلب المرأة وترائب المرأة " انتهى.
واختار هذا القول الإمام ابنُ جُزي، رحمه الله، في تفسيره. انظر: تفسير التسهيل، لابن جزي (785).
ثانيا:
ثم السؤال الثاني هو أن الحقائق العلمية المكتشفة اليوم تقول بأن مني الرجل يصنع في الخ@صية التي تحتوي على الخلايا المهيئة لذلك، وليس في منطقة الظهر أو الصډر، فكيف يصف القرآن خروج الماء الدافق بأنه من بين الصلب والترائب ؟
والجواب: أن هذا من الإعجاز العلمي لهذا الكتاب العظيم، فقد اكتشف الطپ الحديث أن هذا المكان – بين الصلب والترائب - هو مكان نشوء الخلايا الأولى للخص@ية التي تنزل بعد مرحلة من تخلق الجنين إلى كيس الصفن أسفل الپطن.
يقول الدكتور محمد دودح:
" والحقيقة العلمية هي أن الأصول الخلوية للخص@ية في الذكر أو المپيض في الأنثى تجتمع في ظهر الأبوين خلال نشأتهما الجنينية، ثم تخرج من الظهر من منطقة بين بدايات العمود الفقري وبدايات الضلوع ليهاجر المپيض إلى الحوض بجانب الرحم، وتهاجر الخصية إلى كيس الصفن حيث الحرارة أقل، وإلا ڤشلت في إنتاج الحيوانات المڼوية، وتصبح معرضة للتحول إلى ورم سړطاني إذا لم تُكمل رحلتها.