لماذا خلق الله السموات والأرض في ستة أيام مع قدرته على خلقها في أقل من هذه المدة ؟
انت في الصفحة 2 من صفحتين
ومحاولة التكلف والتساؤل عن هذه الحكمة التي أخفاها الله عنا قال الله تعالى لا يسأل عما يفعل وهم يسألون الأنبياء 23 وقد حاول بعض العلماء استباط الحكمة من خلق السموات والأرض في ستة أيام
قال الإمام القرطبي رحمه الله في تفسيره الجامع لأحكام القرآن لآية الأعراف 54 47140 ... وذكر هذه المدة أي ستة أيام ولو أراد خلقها في لحظة لفعل إذ هو القادر على أن يقول لها كوني فتكون ولكنه أراد أن يعلم العباد الرفق والتثبت في الأمور ولتظهر قدرته للملائكة شيئا بعد شيء
ترك معاجلة العصاة بالعقاپ لأن لكل شيء عنده أجلا... ا ه
وقال ابن الجوزي في تفسيره المسمى ب زاد المسير 3162 في تفسير آية الأعراف فإن قيل فهلا خلقها في لحظة فإنه قادر فعنه خمسة أجوبة أحدها أنه أراد أن يوقع في كل يوم أمرا تستعظمه الملائكة ومن يشاهده ذكره ابن الأنباري والثاني أنه التثبت في تمهيد ما خلق لآدم وذريته قبل وجوده أبلغ في تعظيمه عند الملائكة والثالث أن التعجيل أبلغ في القدرة والتثبيت أبلغ في الحكمة فأراد إظهار حكمته في ذلك كما يظهر قدرته في قوله كن فيكون والرابع أنه علم عباده التثبت فإذا تثبت من لا يزل كان ذو الزلل أولى بالتثبت والخامس أن ذلك الإمهال في خلق شيء
وقال القاضي أبو السعود في تفسيره عند آية الأعراف 3232 ... وفي خلق الأشياء مدرجا مع القدرة على إبداعها دفعة دليل على الاختيار واعتبار للنظار وحث على التأني في الأمور ا ه وقال عن تفسير الآية 59 من سورة الفرقان 6226 فإن من أنشأ هذه الأجرام العظام على هذا النمط الفائق والنسق الرائق بتدبير متين وترتيب رصين في أوقات معينة مع كمال قدرته على إبداعها دفعة لحكم جليلة وغايات جميلة لا تقف على تفصيلها العقول... أ ه
إذا أتممت القراءة شارك بذكر سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم