الأحد 24 نوفمبر 2024

لماذا خلق الله السموات والأرض في ستة أيام مع قدرته على خلقها في أقل من هذه المدة ؟

انت في الصفحة 1 من صفحتين

موقع أيام نيوز

السؤال
إذا أراد الله أمرا فإنه يقول له كن فيكون فلماذا استغرق 6 أيام حتى يخلق السماوات والأرض 
الجواب
الحمد لله
من المقرر عند أهل الإيمان الراسخ والتوحيد الكامل أن المولى جل وعلا قادر على كل شيء وقدرته سبحانه ليس لها حدود فله سبحانه مطلق القدرة وكمال الإرادة ومنتهى الأمر والقضاء وإذا أراد شيئا كان كما أراد وفي الوقت الذي يريد وبالكيفية التي أرادها سبحانه وتعالى وقد تواترت النصوص القطعية من كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم على تقرير هذا الأمر وبيانه بيانا واضحا لا لبس فيه ولا غموض ونكتفي هنا بذكر بعض الآيات الدالة على ذلك فمن ذلك قوله تعالى بديع السموات والأرض وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون البقرة 117

قال الحافظ ابن كثير في تفسير هذه الآية الكريمة 1175 يبين بذلك تعالى كمال قدرته وعظيم سلطانه وأنه إذا قدر أمرا وأراد كونه فإنما 
يقول له كن _ أي مرة واحدة _ فيكون أي فيوجد على وفق ما أراد كما قال تعالى إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون يس 82 أ ه وقال تعالى ...قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون آل عمران 47 وقال تعالى هو الذي يحي ويميت فإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون غافر 68 وقال تعالى وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر القمر
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره هذه الآية 4261 وهذا إخبار عن نفوذ مشيئته في خلقه كما أخبر بنفوذ قدره فيهم فقال وما أمرنا إلا واحدة أي إنما نأمر بالشيء مرة واحدة لا نحتاج إلى توكيد بثانية فيكون ذلك الذي نأمر به حاصلا موجودا كلمح البصر لا يتأخر طرفة عين وما أحسن ما قال بعض الشعراء
إذا ما أراد الله أمرا فإنما يقول له كن قولة فيكون أ ه وهناك آيات أخرى تقرر هذا الأمر وتوضحه فإذا تقرر ذلك فلماذا خلق الله جل جلاله السموات والأرض في ستة أيام 
أولا قد ورد في أكثر من آية في كتاب ربنا أن الله جل وعلا خلق السموات والأرض في ستة أيام فمن ذلك قوله تعالى إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش... الأعراف 54
ثانيا ما من أمر يفعله الله إلا وله فيه حكمة بالغة وهذا من معاني اسم الله تعالى الحكيم وهذه الحكمة قد يطلعنا الله تعالى عليها وقد لا يطلعنا وقد يعلمها ويستنبطها الراسخون في العلم دون غيرهم غير أن جهلنا بهذه الحكمة 
لا يحملنا على نفيها أو الاعتراض على أحكام الله

انت في الصفحة 1 من صفحتين