ما هي الحوايا في قول الله عز وجل “وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا ؟”
وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: ( إلا ما حملت ظهورهما ) يعني: ما علق بالظهر من الشحوم.
وقال السدي وأبو صالح: الألية، مما حملت ظهورهما.
وقوله: ( أو الحوايا ) قال الإمام أبو جعفر بن جرير: ( الحوايا ) جمع، واحدها حاوياء، وحاوية وحوية وهو ما تحوى من البطن فاجتمع واستدار، وهي بنات اللبن، وهي " المباعر "، وتسمى " المرابض "، وفيها الأمعاء.
قال: ومعنى الكلام: ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما، إلا ما حملت ظهورهما، أو ما حملت الحوايا.
وقال مجاهد: ( الحوايا ) المبعر، والمربض. وكذا قال سعيد بن جبير، والضحاك، وقتادة، وأبو مالك، والسدي.
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: ( الحوايا ) المرابض التي تكون فيها الأمعاء، تكون وسطها،
وهي بنات اللبن، وهي في كلام العرب تدعى المرابض.
وقوله تعالى: ( أو ما اختلط بعظم ) أي: وإلا ما اختلط من الشحوم بالعظام فقد أحللناه لهم.
وقال ابن جريج: شحم الألية اختلط بالعصعص، فهو حلال. وكل شيء في القوائم والجنب والرأس والعين وما اختلط بعظم، فهو حلال، ونحوه قال السدي.
وقوله تعالى: ( ذلك جزيناهم ببغيهم ) أي: هذا التضييق إنما فعلناه بهم وألزمناهم به، مجازاة لهم على بغيهم ومخالفتهم أوامرنا، كما قال تعالى: ( فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا ) [ النساء: 160 ].
وقوله: ( وإنا لصادقون ) أي: وإنا لعادلون فيما جزيناهم به.
وقال ابن جرير: وإنا لصادقون فيما أخبرناك به يا محمد من تحريمنا ذلك عليهم، لا كما زعموا من أن إسرا0ئيل هو الذي حرمه على نفسه، والله أعلم.
وقال عبد الله بن عباس: بلغ عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، أن سمرة باع خمرا، فقال: قا0تل الله سمرة ! ألم يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ل0عن الله اليهود، حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها "
أخرجاه من حديث سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن طاوس، عن ابن عباس، عن عمر، به.