شرح حديث أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم
انت في الصفحة 2 من صفحتين
ثانيًا: محل الذم في هذا الحديث لمن كانت خصومته في الباطل، إما في رفع حق أو إثبات باطل، أما من كانت دفاعًا عن حق أو إبطالًا لباطل
فلا تدخل في الذم الوارد في هذا الحديث.
ثالثًا: من صفات المؤمن أنه يكون بعيدًا عن الخصومات، هينًا لينًا، سمحًا، وإذا احتاج للمخاصمة دفاعًا عن حقه، فيلتزم بآداب الإخوة، ولا يفجر
في اخصومة، فإن الفجور في الخصومة من صفات المنافقين.
[ الفجور في الخصومة ]
ما معنى الفجور في الخصومة؟ نعم يعني بعض الناس تكون أخلاقه معك جيدة، ويتعامل معك بأخلاق حسنة، لكن إذا اختلفت معه فجر
قام يكذب عليك ويقذفك ويشتم وما بقي شيء إلا أتى به، هذه من صفات المنافقين، المؤمن مهما اختلفت معه، يبقى هناك حقوق بينك وبينه
يبقى هناك آداب الإخوة، ويبقى أن هذا أخوك المسلم حتى لو اختلفت معه، حتى لو تخاصمت معه.
لكن المنافق تجد أنه عند مخاصمته يفجر في الخصومة، بمجرد أنه اختلف مع هذا وخاصمه، أصبح يستبيح عرضه بالكذب، بالقذف
بالسخرية، بالغيبة، بالطعڼ في عرضه، في كل شيء، هذه من صفات المنافقين، ولهذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في صفة المنافقين
«إذا خاصم فجر». الفجور في الخصومة هذه ليست من صفات المؤمنين، وإنما هي من صفات المنافقين.
أيضًا كثرة الخصومة والشدة في الخصومة، هذه أيضًا ليست من صفات المؤمنين، بل من اتصف بذلك هو من أبغض الناس
عند الله عز وجل، وأبغض الناس حتى عند الناس، إلا أن يسخر ذلك في الدفاع عن الحق وإبطال الباطل.
بعض الناس يعطيه الله تعالى قۏة.حجة، ويسخرها في الدفاع عن الحقوق وفي إبطال الباطل ورد الباطل، هذا طيب
هذا لا بأس به، لكن الكلام هنا فيمن يفعل ذلك في إبطال الحق، أو إحقاق الباطل، هذا هو محل الذم. بهذا نكون قد انتهينا من هذا الباب.