ما معنى ب” بالوصيد ” في قوله تعالى في سورة الكهف: وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد ؟
انت في الصفحة 1 من 3 صفحات
تحدثت مع شيخ في تفسير القرآن الكريم، وكان يتحدث عن الإعجاز العلمي في آية (وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ) المذكورة في سورة الكهف، ولم أستطع فهم كلامه بشكل جيد، حيث طلبت المساعدة لفهم معنى الوصيد، وأشكركم جزيلًا على المساعدة.
يعني مصطلح "الوصيد" في الآية الكريمة التي ذكرتها: "وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ" [الكهف: 18]، باب الكهف أو مدخله، حيث يصف الله -تبارك وتعالى- حال أصحاب الكهف وهم نائمون داخله، حيث يظهرون للمرء الذي ينظر إليهم وكأنهم يستيقظون وهم نائمون، وحتى كلبهم يظهر بذلك أيضًا، إذ يبسط ذراعيه على باب الكهف كأنه يحرسهم ويخيف من يقترب منهم.
تحدث أهل العلم عن الإعجاز العلمي الوارد في الآية الكريمة التي تقول:
"وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ" [الكهف: 18]، حيث يُفسر هذا النص بأن رحمة الله تجلى في تحريك أصحاب الكهف من جانب إلى جانب، تمامًا كتحريك الإنسان النائم، ليحميهم من مشكلة "قړحة الفراش".
لقد تم إثبات علميًا أن الاستلقاء على الظهر أثناء النوم يضع ضغطًا كبيرًا على الأنسجة الواقعة في أسفل الجسم، ويؤدي ذلك إلى تقليل وصول الډم إلى الأوعية الدموية والشرايين، مما يتسبب في تلڤ هذه المناطق وظهور ټقرحات مزعجة. ويُذكر أن هذا الأمر يشير إلى عظمة الله تعالى وعلمه الذي يشمل كل شيء.
تحتوي آية "وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ" [الكهف: 18] في القرآن الكريم على إعجاز علمي وروحي. ولكن ليس هناك سبب واضح ومحدد لنزول هذه الآية.
ويتفق المفسرون على أن هذه الآية جاءت كجزء من قصة أصحاب الكهف، وهم مجموعة من الشباب المؤمنين الذين هربوا من الاضطهاد الذي كان يلاحقهم من قبل حاكمهم الظالم، واختبئوا في كهف لمدة طويلة. وفي هذه القصة، يتم وصف حالتهم النائمة داخل الكهف، وكذلك وصف كلبهم الذي كان يحرس دخول الكهف، ويعتبر باسط ذراعيه بالوصيد إشارة إلى وضعه في حالة الاستعداد والحذر الشديد.
ويمكن اعتبار هذه الآية وغيرها من آيات القرآن الكريم كرسالة من الله للإنسان، ليتعلم منها الكثير من الدروس والعبر، ويتقرب إلى الله بالتفكر في معانيها والعمل بها في حياته اليومية.