ما حكم صيام من لا يصلي؟
ما حكم صيام من لا يصلي؟
الجواب: الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على سيدنا رسول الله ﷺ، وبعد...
فإن لكل عبادة أركانًا وشروطًا خاصة بها، وتقع العبادة صحيحة متىٰ أتم المسلم أركانها وشروطها الخاصة؛ والصوم له أركانه وشروطه الخاصة، والصلاة ليست من أركان الصيام ولا من شروط صحته؛ إلا إن تارك الصلاة آثم شرعًا؛ لتركه ركنًا من أركان الدين؛ بل إن الصلاة أعظم أركان الدين فقد ذكرها النبي ﷺ عقب الشهادتين؛ فعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَىٰ خَمسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ» متفق عليه، واللفظ للبخاري.
وعن أبي هريرة أنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ العَبْدُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ، فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ، فَإِنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ، قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنَ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَىٰ ذَلِكَ» أخرجه الترمذي.
لكن من رحمة الله تعالىٰ بعباده أنه لم يربط العبادات بعضها ببعض؛ بحيث إذا سقط أحدها سقط جميعها؛ بل إن هذا من فضله علىٰ عباده، فربما تمسك العبدُ بعبادة ما تكون مفتاحًا لغيرها من العبادات.
وعليه؛ فإن الصيام يكون صحيحًا متىٰ تحققت أركانه وشروطه؛ إلا أن الأجدر بمن يسأل مثل هذا السؤال أن يبادر إلىٰ أداء الصلاة؛ فأركان الدين لا يُغني بعضها عن بعض؛ بل يجب علىٰ العبد إتيانها بتمامها.
ومما ذُكر يُعلم الجواب، والله تعالى أعلى وأعلم.