ما هي أول كلمة جرت على لسان آدم (عليه السلام ) بعد أن نفخت فيه الروح ؟
يُعتبر آدم سيد البشر، ومن المعروف أنّ الله خلقه من طينٍ، وقد وردت آيات وأحاديث تتحدث عن خلق آدم والمراحل التي مر بها، منها: مرحلة الطين؛ قال الله تعالى: (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ)،فقبل خلقه أخبر الله الملائكة أنّه سيخلق بشراً من طين؛ لكي يسجدوا له بعد أن ينتهي من خلقه. الحمأ المسنون؛ بعد أنّ جفّ الطين أصبح صلصالاً، قال تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ).
الصورة البشرية؛ وهي الصورة الحقيقية لجسد آدم الذي كان الإنسان الأول، الذي جمع الله فيه السلالة البشرية، وكان طوله ستون ذراعاً، وتكون ذريته عند دخول الجنة على صورته. مرحلة نفخ الروح؛ فبعد أن اكتمل جسد آدم نفخ الله فيه من روحه، للتكوّن به الخصائص النفسية التي فطرها عليه، قال تعالى: (ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ).
فأول ما قاله آدم عليه السلام بعد أن نفخت فيه الروح هو أن قال (الحمد لله )، وذلك لما رواه عبد الرزاق في مصنفه عن عبيد بن عمير " ذلك خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه تقوم الساعة، وإن الله لما خلق آدم نفخ فيه الروح فسار فيه، ثم نفخ فيه أخرى فاستوى جالسا، فعطس فألقى الله على لسانه: الحمد لله رب العالمين
فقالت الملائكة: رحمك الله " وهذا الحديث له شاهد مرفوع عند الترمذي والبيهقي من رواية أبي هريرة -رضي الله عنه- وعند ابن حبان من رواية أنس -رضي الله عنه -.
لما انتهى الله -تعالى- من خلق آدم، ونفخ فيه الروح، علّمه الأسماء كلّها؛ وهي القدرة على تسمية الأشخاص والأشياء، ويقول ابن عباس: إنّ الله علّمه أسماء كلّ شيءٍ، كالجبال، وأسماء الناس والدواب، فعلّمه الله -تعالى- العلم الشرعيّ، والعلم الحياتي؛ لكي يكون خليفةً له في الأرض، وأمّا الملائكة فلا علم لها بتلك الأسماء؛ لأنّها لم تُستخلف في الأرض، فليس لها حاجةٌ بها.