العجوز ودار المسنين
انت في الصفحة 3 من 3 صفحات
فقدان الذاكرة يجرد الإنسان من ذكرياته ،ولكنى لا أعلم إن كان يجرده من خليط مشاعر ماضيه أيضًا أم يتركها داخله؟
إنه لشعور صعب أن يكون الخذلان لاصقًا بك، لكنك لا تتذكر من الذي خذلك؟ أنفسك التي خذلتك أم أهلك أم أصدقاؤك ؟ ألك أهل من الأساس أو أصدقاء ؟ وإن كان فأين هم ؟ كيف وقع الحاډث ؟ وكيف كان الجسد قبله ؟ بل كيف كانت الروح قبله؟
انقطاع الاتصال والعودة إلى المنزل
استعدت وعيي وشعرت أن حملقتي في وجهه طالت وبدا الموقف خارجًا عن إطار الأدب والرحمة، فقطعت هذا الحرج وقلت له: ” يبدو أنك مرهق كثيرًا أو أنك لا تحب القهوة، سأذهب الآن وسآتيك لاحقًا “، تركت له ورقة عليها رقم هاتفي ثم أعدت المقعد مكانه ورحلت في هدوء.
طوال الطريق عائدًا إلى المنزل وأنا أفكر في هذا العجوز في ذلك الدار ، يفترض بي أن أذهب للجريدة ،ولكن جلستي مع ذاك العجوز- على صغرها – استنفذت معظم طاقتي وها هو الفضول ينهش المتبقي منها.
لابد أن أعرف قصته، سأجن إن لم أفعل، ولكن ربما غدًا لأنني فعليًا حالتي الآن ليست أفضل من هاتفي الذي أعلن إفلاسه ويستغيث لإعادة شحنه.
قصة واقعية
إمراة لها سبع سنين في دار المسنين تشتكي و تقول كنت مريضة بالسكر اصبت بتسوس في ساقي حتى قرر الاطباء قطع ساقي فلما خرجت مع إبني من المستشفى إلى البيت ومكثت عنده أيام أحسست أني أصبحت عالة عليهم لم تتحملني زوجته حتى وصل به الحال أن رماني في المستودع مع الخادمة و الفئران والحشرات مرت الأيام فلم أتحمل طلبت منه أن يغير لي هذا الحال فكان يقول لي لا يوجد عندي أفضل منه حتى عطفت علي جارتي فاخذتني وجعلت لي غرفة في بيتها فمكثت عندهم أسابيع حتى بدأ إبني يهددهم ويشاكيهم خوفا على سمعته وفضيحته أمام أهل الحي (هذا خاف من أهل الحي و لم يخف من ربه) أخرجني من عندهم وهو يقول سأضعك في مكان أفضل تقول الأم و هي تذزف الدمع فوجدت نفسي في هذه الدار سبع سنوات ولم يكلف نفسه بزيارتي ولا بالإتصال بي.
حسبنا الله ونعمل الوكيل فيه (يقولون النساء مصانع الرجال و أنا اقول عاقرا أفضل مئة مرة ولد عاق)